فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن قتيبة:

سورة يوسف:
مكية كلها.
5- {فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا} أي يحتالوا لك ويغتالوك.
6- {وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} أي يختارك.
{وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ} أي من تفسير غامضها، وتفسير الرؤيا.
7- {آياتٌ لِلسَّائِلِينَ} أي مواعظ لمن سأل.
8- {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} أي جماعة. يقال: العصبة من العشرة إلى الأربعين.
9- {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} أي يفرغ لكم من الشغل بيوسف.
{وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ} أي من بعد إهلاكه {قَوْمًا صالِحِينَ} أي تائبين.
12- {يَرْتَعْ} بتسكين العين: يأكل. يقال: رتعت الإبل، إذا رعت. وأرتعتها: إذا تركتها ترعى.
ومن قرأ: {نرتع} بكسر العين- أراد: نتحارس ويرعى بعضنا بعضا، أي: يحفظ. ومنه يقال: رعاك اللّه، أي حفظك.
15- و{الجبّ}: الرّكيّة التي لم تطو بالحجارة. فإذا طويت:
فليست بجبّ.
17- {إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ} أي ننتضل، يسابق بعضنا بعضا في الرمي. يقال: سابقته فسبقته سبقا. والخطر هو: السّبق بفتح الباء.
{وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا} أي بمصدّق لنا.
18- {وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} أي مكذوب به.
{قالَ بَلْ سَوَّلَتْ أي زينت}. وكذلك {سور لهم الشيطان أعمالهم} أي زيّنها.
19- {وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ}: قوم يسيرون.
{فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ} أي وارد الماء ليستقي لهم.
{فَأَدْلى دَلْوَهُ} أي أرسلها. يقال: أدلى دلوه، إذا أرسلها للاستقاء.
ودلى يدلو: إذا جذبها ليخرجها.
{قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ} وذلك: أن يوسف تعلّق بالحبل حين أدلاه، أي أرسله.
{وأسرّوه} أي أسرّوا في أنفسهم أنه بضاعة وتجارة.
20- {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} يكون: اشتروه، يعني: السيارة.
ويكون: باعوه، يعني: الإخوة. وهذا حرف من الأضداد. يقال شريت الشيء، يعني: بعته واشتريته. وقد ذكرت هذا وما أشبهه في كتاب تأويل المشكل.
و (البخس) الخسيس الذي بخس به البائع.
{دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ}: يسيرة سهل عددها لقّلتها، ولو كانت كثيرة:
لثقل عددها.
21- {أَكْرِمِي مَثْواهُ} أي أكرمي منزله ومقامه عندك. من قولك:
ثويت بالمكان، إذا أقمت به.
{أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} أي نتبنّاه.
22- {بَلَغَ أَشُدَّهُ}: إذا انتهى منتهاه قبل أن يأخذ في النقصان. وهو جمع. يقال: لواحده أشدّ. ويقال: شدّ وأشدّ. مثل: قدّ وأقدّ. وهو الجلد. ولا واحد له.
وقد اختلف في وقت بلوغ الأشدّ، فيقال: هو بلوغ ثلاثين سنة.
ويقال: بلوغ ثمان وثلاثين.
23- {وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ} أي هلمّ لك. يقال: هيّت فلان لفلان، إذا دعاه وصاح به. قال الشاعر:
قد رابني أنّ الكريّ أسكتا ** لو كان معنيا بها لهتّا

24- {لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ} أي حجّته عليه.
25- {وَأَلْفَيا سَيِّدَها}: وجداه لَدَى عند الْبابَ.
29- {إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ} قال الأصمعي: يقال: خطئ الرجل يخطأ خطأ-: إذا تعمد الذنب. فهو خاطئ. والخطيئة منه وأخطأ يخطئ-: إذا غلط ولم يتعمّد. والاسم منه الخطأ.
30- {قَدْ شَغَفَها حُبًّا} أي بلغ حبّه شفافها. وهو غلاف القلب.
ولم يرد الغلاف إنما أراد القلب. يقال: قد شفغت فلانا إذا أصبت شفافه.
كما يقال: كبدته، إذا أصبت كبده. وبطنته: إذا أصبت بطنه.
ومن قرأ: {شغفها}- بالعين- أراد فتنها. من قولك. فلان مشعوف بفلانة.
31- {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ} أي بقولهن وغيبتهن.
{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ} أعتدت من العتاد.
{مُتَّكَأً} أي طعاما. يقال: اتكأنا عند فلان: إذا طعمنا. وقد بينت أصل هذا في كتاب المشكل.
ومن قرأ {متكا} فإنه يريد الأترج. ويقال: الزّماورد.
وأيّا ما كان فإني لا أحسبه سمي متّكأ إلّا بالقطع، كأنه مأخوذ من البتك. وأبدلت الميم فيه من الباء. كما يقال: سمّد رأسه وسبّده. وشرّ لازم ولازب. والميم تبدل من الباء كثيرا لقرب مخرجهما. ومنه قيل للمرأة التي لم تخفض والتي لا تحبس بولها: متكاء- أي خرقاء- والأصل بتكاء.
ومما يدل على هذا قوله: {وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا} لأنه طعام لا يؤكل حتى يقطع. وقال جويبر عن الضّحاك: المتك كلّ شيء يحزّ بالسكاكين.
{أَكْبَرْنَهُ}: هالهن فأعظمنه.
32- {فَاسْتَعْصَمَ} أي امتنع.
36- {أَعْصِرُ خَمْرًا} يقال لا، عنبا. قال الأصمعي: أخبرني المعتمر بن سليمان أنه لقي أعرابيا معه عنب، فقال ما معك؟ فقال: خمر.
وتكون الخمر بعينها، كما يقال: عصرت زيتا، وإنما عصرت زيتونا.
42- {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} أي عند سيدك. قال الأعشى يصف ملكا:
ربي كريم لا يكدر نعمة ** وإذا يناشد بالمهارق أنشدا

{فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} يقال: ما بين الواحد إلى تسعة.
وقال أبو عبيدة: هو ما لم يبلغ العقد ولا نصفه. يريد: ما بين الواحد إلى الأربعة.
44- {قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ} أي أخلاط أحلام. مث أضغاث النبات يجمعها الرجل فيكون ضروب مختلفة. والأحلام واحدها حلم.
45- {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} أي بعد حين. يقال: بعد سبع سنين. ومن قرأ: {بعد أمه} أراد: بعد نيسان.
46- {الصِّدِّيقُ}: الكثير الصدق. كما يقال: فسّيق وشرّيب وسكّير، إذا كثر ذلك منه.
47- {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا} أي جدّا في الزراعة ومتابعة. وتقرأ: {دأبا}: بفتح الهمزة. وهما واحد. يقال دأبت أدأب دأبا ودأبا.
48- {تُحْصِنُونَ} أي تحرزون.
49- {يُغاثُ النَّاسُ} أي يمطرون. والغيث: المطر.
{وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} يعني: الأعناب والزيت. وقال أبو عبيدة: {يعصرون}: ينجون والعصرة النّجاة. قال الشاعر:
ولقد كان عصرة المنجود

أي غياثا ومنجاة للمكروب.
51- {ما خَطْبُكُنَّ} ما أمركنّ، ما شأنكنّ؟
{الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} أي وضح وتبيّن.
59- {خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} أي خير المضيفين.
65- {وَنَمِيرُ أَهْلَنا} من الميرة. يقال: مار أهله ويميرهم ميرا وهو مائر أهله، إذا حمل إليهم أقواتهم من غير بلدة.
{وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} أي حمل بعير.
66- {إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ} أي تشرفوا على الهلكة وتغلبوا.
اللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ أي كفيل.
67- {وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ}، يريد: إذا دخلتم مصر، فادخلوا {من أبواب متفرقة}. يقال: خاف عليهم العين إذا دخلوا جملة.
69- {آوى إِلَيْهِ أَخاهُ} أي ضمّه إليه. يقال: آويت فلانا إليّ بمد الألف-: إذا ضممته إليك. وأويت إلى بني فلان- بقصر الألف-: إذا لجأت إليهم.
{فَلا تَبْتَئِسْ من البؤس}.
70- {السّقاية}: المكيال. وقال قتادة: مشربة الملك.
{ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ} أي قال قائل، أو نادى مناد.
{أَيَّتُهَا الْعِيرُ}: القوم على الإبل.
72- {صواع الملك} وصاعه واحد.
{وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} أي ضمين.
75- {قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ} أي يستعبد بذلك. وكانت سنة آل يعقوب في السارق.
76- {كِدْنا لِيُوسُفَ} أي احتلنا له. ولكيد: الحيلة. ومنه قوله: {إن كيدكن عظيم}.
{فِي دِينِ الْمَلِكِ} أي في سلطانه.
77- {قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}، يعنون يوسف وكان سرق صنما يعبد، وألقاه.
80- {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ} أي يئسوا.
{خَلَصُوا نَجِيًّا} أي اعتزلوا الناس ليس معهم غيرهم، يتناجون ويتناظرون ويتسارّون. يقال: قوم نجيّ، والجميع أنجية. قال الشاعر:
إنّي إذا ما القوم كانوا أنجيه ** واضطربت أعناقهم كالأرشية

{قالَ كَبِيرُهُمْ أي أعقلهم}. وهو: شمعون. وكأنه كان رئيسهم. وأما أكبرهم في السن: فروبيل. وهذا قول مجاهد. وفي رواية الكلبي: كبيرهم في العقل، وهو: يهوذا.
81- {وَما كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ} يريدون: حين أعطيناك الموثق لنأتينّك به، أي لم نعلم أنه يسرق، فيؤخذ.
84- {وَقالَ يا أَسَفى} الأسف: أشدّ الحسرة.
{فَهُوَ كَظِيمٌ} أي كاظم. كما تقول: قدير وقادر. والكاظم: الممسك على حزنه، لا يظهره، ولا يشكوه.
85- {تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ} أي لا تزال تذكر يوسف.
قال أوس بن حجر:
فما فتئت خيل تثوب وتدّعي ** حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أي دنفا

يقال: أحرضه الحزن، أي: أدنفه. ولا أحسبه قيل للرجل الساقط: حارض، إلّا من هذا. كأنّه الذاهب الهالك.
{أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ} يعني: الموتى.
86- و (البثّ) أشد الحزن. سمي بذلك: لأن صاحبه لا يصبر عليه، حتى يبثّه، أي يشكوه.
88- {بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ} أي قليلة، ويقال: رديئة، لا تنفق في الطعام، وتنفق في غيره. لأن الطعام لا يؤخذ فيه إلّا الجيد.
{وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا} يعنون: تفضل بما بين البضاعة وبين ثمن الطعام.
92- {قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}: لا تعيير عليكم بعد هذا اليوم بما صنعتم. وأصل التّثريب: الإفساد. يقال: ثرّب علينا، إذا أفسد.
وفي الحديث: «إذا زنت أمة أحدكم: فليجلدها الحدّ، ولا يثرّب» أي لا يعيّرها بالزنا.
94- {لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} أي تعجّزون. ويقال: لولا أن تجهّلون يقال: أفنده الهرم، إذا خلّط في كلامه.
100- {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} أي على السرير.
105- {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ} أي كم من دليل وعلامة. فِي خلق السَّماواتِ وَالْأَرْضِ {يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ}.
106- {وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} يريد: إذا سئلوا: من خلقهم؟ قالوا: اللّه. ثم يشركون بعد ذلك. أي يجعلون للّه شركاء.
107- {غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ} أي مجلّلة تغشاهم. ومنه قوله تعالى: {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ} [سورة الغاشية آية: 1] أي خبرها.
108- {أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ} أي على يقين. ومنه يقال: فلان مستبصر في كذا، أي مستيقن له.
110- {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} مفسّر في كتاب تأويل المشكل.
111- {ما كانَ حَدِيثًا يُفْتَرى} أي يختلق ويصنع. اهـ.